السورث او اللهجة السوادية
جورج تمو / كرمليس في 7/ 1/ 2010
موضوع استاذنا الكبير حبيب حنونا عن اللغات السومرية والاكدية والسورث ممتع وشيق ، ولدي بعض الملاحظات التي جمعتها من مصادر مختلفة حول هذا الموضوع اغناءا للموضوع ليس الا.
السورث او اللهجة السوادية كما احب البعض ان يطلق عليها ، يرى بعض من الاختصاصيين ، انها جاءت من سورا أي الامل والرجاء بالمخلص سيدنا المسيح ومنها سموا سورايا للمفرد وسورايي للجمع ، كما يقال قردو – قردث – قرذايا – قرذايي ( تاريخ نصارى العراق لروفائيل بابو اسحق ) . اتخذ هذا الاسم سكان كلديا ( المنطقة الممتدة من جنوب بغداد الى الخليج ومن الفرات وحتى نهر الكارون ) بعد تنصرهم . اما سورا المدينة ، فان ياقوت الحموي في معجمه للبلدان 3 : 184-185 ، يعرفها هكذا " موضع بالعراق من ارض بابل وهي مدينة السوريانيين ، وقد نسبوا اليها الخمرة ، وهي قريبة من الموقف والحلة المزيدية " . وورد اسمها في شعر ابي جفنة القرشي في وصفه دير مار جرجس :
مما تخيرته التجار ببابل او ما تعتقه اليهود بسورا
( الديارات للشابشتي + 998 ، تحقيق كوركيس عواد – 1936 )
اما رشيد خيون في كتابه عن الاديان والمذاهب في العراق ، فانه يقول عن مدينة سورا ، ان مدرستها كانت تعد من اشهر واقدم المدارس في منطقة بابل ، تخرج منها الكثير من النوابغ .
اطلق الفرثيون على منطقة كلديا وبعد احتلالهم لها ، اسم سوراستان . وسكان هذه المنطقة هم السوريانيون وهم النبط والذين اطلق عليهم هذا الاسم لاستنباطهم ما يخرج من الاراضي وكانوا سكان العراق واربابه . ( من كتاب تاريخ ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك / سهيل قاشا ، نقلا عن الخوارزمي )
ضعفت الدولة الفرثية ( اسقطت بيد الساسانيين 224م ) وانقسمت الى" مملكة الطوائف" ونتيجة لضعف الامن بدأ سكان سوراستان بالهجرة الى الشمال والغرب بكثرة فنقلوا معهم لغتهم وعلمهم وصناعتهم وتجارتهم ، أي كانوا اصحاب المعرفة غذاء العقل وصناعة الخمرة غذاء الروح وحرفتهم التجارة والزراعة التي تؤدي الى جمع المال غذاء الجسد ويدينون بالمسيحية طريق الخلاص !! . ولهذا نرى القس سليمان الصائغ في تاريخ الموصل ج2 – القاهرة 1923 م ، يقول : الجرامقة او الرزداق معرب اصلها من الارامية رزداقا والتي تعني السواد والقرى ، لغتهم السريانية الشرقية وهم المعروفون بالكلدان وموجودون هنا منذ القرن الثالث . اما الاب د. يوسف حبي في تاريخه عن كنيسة المشرق – لبنان 2002م ، يقول : يتكلم افراد كنيسة المشرق الكلدانية – الاثورية لهجة شعبية تسمى السورث ومن ذلك تسمية مسيحيي هذه الكنيسة سورايي . والسورث تحدث بها المسيح وامه مريم والتلاميذ . والحكماء الثلاثة والذين ذهبوا الى بيت لحم عند ميلاد المسيح هم من سوراستان .
عندما جاء المستشرقون والمبشرون في العصر الحديث الى منطقة ما بين النهرين ، فوجؤوا" بتبلبل" لسان السورث وابتعاده عن الرابط الام . أي ان نسبة الكلمات ذات اصول من لغة الام كانت قليلة برأيهم ، وكان الحل اختيار احدى لهجات السورث ولاحدى المناطق . وقع اختيارهم على منطقة اورمية ، ومنها بدات الصحافة والمجلات والكتب وبمواضيع مختلفة وبلهجة اورمي المحدثة ، بعد منتصف القرن التاسع عشر ، وظهر ما سمي لشانا خاثا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع مدينة سورا في منطقة بابل ، الخارطة من عمل المستشرق هاوزرمان
جورج تمو / كرمليس في 7/ 1/ 2010
موضوع استاذنا الكبير حبيب حنونا عن اللغات السومرية والاكدية والسورث ممتع وشيق ، ولدي بعض الملاحظات التي جمعتها من مصادر مختلفة حول هذا الموضوع اغناءا للموضوع ليس الا.
السورث او اللهجة السوادية كما احب البعض ان يطلق عليها ، يرى بعض من الاختصاصيين ، انها جاءت من سورا أي الامل والرجاء بالمخلص سيدنا المسيح ومنها سموا سورايا للمفرد وسورايي للجمع ، كما يقال قردو – قردث – قرذايا – قرذايي ( تاريخ نصارى العراق لروفائيل بابو اسحق ) . اتخذ هذا الاسم سكان كلديا ( المنطقة الممتدة من جنوب بغداد الى الخليج ومن الفرات وحتى نهر الكارون ) بعد تنصرهم . اما سورا المدينة ، فان ياقوت الحموي في معجمه للبلدان 3 : 184-185 ، يعرفها هكذا " موضع بالعراق من ارض بابل وهي مدينة السوريانيين ، وقد نسبوا اليها الخمرة ، وهي قريبة من الموقف والحلة المزيدية " . وورد اسمها في شعر ابي جفنة القرشي في وصفه دير مار جرجس :
مما تخيرته التجار ببابل او ما تعتقه اليهود بسورا
( الديارات للشابشتي + 998 ، تحقيق كوركيس عواد – 1936 )
اما رشيد خيون في كتابه عن الاديان والمذاهب في العراق ، فانه يقول عن مدينة سورا ، ان مدرستها كانت تعد من اشهر واقدم المدارس في منطقة بابل ، تخرج منها الكثير من النوابغ .
اطلق الفرثيون على منطقة كلديا وبعد احتلالهم لها ، اسم سوراستان . وسكان هذه المنطقة هم السوريانيون وهم النبط والذين اطلق عليهم هذا الاسم لاستنباطهم ما يخرج من الاراضي وكانوا سكان العراق واربابه . ( من كتاب تاريخ ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك / سهيل قاشا ، نقلا عن الخوارزمي )
ضعفت الدولة الفرثية ( اسقطت بيد الساسانيين 224م ) وانقسمت الى" مملكة الطوائف" ونتيجة لضعف الامن بدأ سكان سوراستان بالهجرة الى الشمال والغرب بكثرة فنقلوا معهم لغتهم وعلمهم وصناعتهم وتجارتهم ، أي كانوا اصحاب المعرفة غذاء العقل وصناعة الخمرة غذاء الروح وحرفتهم التجارة والزراعة التي تؤدي الى جمع المال غذاء الجسد ويدينون بالمسيحية طريق الخلاص !! . ولهذا نرى القس سليمان الصائغ في تاريخ الموصل ج2 – القاهرة 1923 م ، يقول : الجرامقة او الرزداق معرب اصلها من الارامية رزداقا والتي تعني السواد والقرى ، لغتهم السريانية الشرقية وهم المعروفون بالكلدان وموجودون هنا منذ القرن الثالث . اما الاب د. يوسف حبي في تاريخه عن كنيسة المشرق – لبنان 2002م ، يقول : يتكلم افراد كنيسة المشرق الكلدانية – الاثورية لهجة شعبية تسمى السورث ومن ذلك تسمية مسيحيي هذه الكنيسة سورايي . والسورث تحدث بها المسيح وامه مريم والتلاميذ . والحكماء الثلاثة والذين ذهبوا الى بيت لحم عند ميلاد المسيح هم من سوراستان .
عندما جاء المستشرقون والمبشرون في العصر الحديث الى منطقة ما بين النهرين ، فوجؤوا" بتبلبل" لسان السورث وابتعاده عن الرابط الام . أي ان نسبة الكلمات ذات اصول من لغة الام كانت قليلة برأيهم ، وكان الحل اختيار احدى لهجات السورث ولاحدى المناطق . وقع اختيارهم على منطقة اورمية ، ومنها بدات الصحافة والمجلات والكتب وبمواضيع مختلفة وبلهجة اورمي المحدثة ، بعد منتصف القرن التاسع عشر ، وظهر ما سمي لشانا خاثا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع مدينة سورا في منطقة بابل ، الخارطة من عمل المستشرق هاوزرمان