الرئيسية
بوابة كرمليس*
الكــــــــــــــــــرمة
العــــــــــــــدد 126 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
العــــــــــــــدد 126 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
الايمان والتدين في الداخل والخارج
بقلم: جرجيس يوسف الساعور
يعتقد العدد الكبير منا بانه متاكد من ان المسيحيين في خارج الدول العربية هم مسيحيون بالاسم فقط واننا "مسيحيون حقيقيون" فاين يقف كل واحد منا ازاء هذا الاعتقاد؟ انني هنا ساتكلم عن التدين والمتدينين خارج العراق من خلال تجربتي في هذا المجال .
عند زياراتي الكثيرة للدول الاوربية من خلال وظيفتي كمهندس كهربائي في وزارة الزراعة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي كنت اذهب كل يوم احد الى اقرب كنيسة كاثوليكية من الفندق الذي اسكن فيه لحضور القداس . كنت اعجب حقا باشياء كثيرة كنت اعتقد بعدم وجودها عندهم ، وبعد ان جئت الى كندا للسكن الدائم استمريت بالمشاهدة ، وهذا ما شاهدته سابقا ولا ازال اشاهده حاليا: الكنائس مملوءة او فيها اكثر من النصف بكثير من المؤمنين بمختلف الاعمار وفي كل قداس ومعظمهم ان لم نقل كلهم بشكل عوائل كاملة ، الكنائس من المدخل الى الداخل والقاعة والهيكل والمذبح نظيفة جدا ومرتبة بذوق والجدران رائعة بالوانها وصورها وتماثيلها وتناسق مراحل درب الصليب ، المذبح مزين بشكل مهيب وسنادين او مزهريات الورود الطبيعية مرتبة فيه بشكل جيد ’ الهدوء التام والاطفال دون السادسة يذهبون بكل سرور مع شخص او شخصين ليقص عليهم قصصا دينية ويلونون رسوما مرسومة مسبقا للاطفال في غرفة خارج قاعة القداس مهياة لهم، الجوق الموسيقي وفرقة الاناشيد جيدة جدا، تبادل السلام اثناء القداس شيئ رائع ، جمع الصينية يقوم به رجال بملابس ممتازة ويحملون شارات معدنية والمبالغ التي يتبرع المؤمنون بها والتي تكون معظمها داخل ظروف تحمل اسماء المتبرعين لتعطيهم الكنيسة تاييدا بنهاية كل سنة لاغراض الاعفاء من ضريبة الدخل ، الاشخاص الذين يلمون الصينية ينظمون جدولا باسماء المتبرعين ومجموع التبرعات لايداعه للمحاسب او اللجنة المالية بعد القداس مباشرة ، الكاهن بعد الانجيل يقدم موعظة قصيرة يفسر خلالها انجيل اليوم مع اضافات مرحة او نكات دينية ، تناول القربان يكون بترتيب رائع حيث يذهب للتناول من هم على الرحلة الاولى من اليسار ويعودون من اليمين ويليهم الرحلة الثانية فالثالثة وهكذا الى الاخير، لا يخرج المؤمنون الا بعد انشاد المزمور الاخير بنهاية القداس والذي يخرج الكاهن على انغامه ليقف عند باب الخروج متهيئا لمصافحة كل من يرغب، عند الخروج يقف احد الرجال ليوزع جريدة الاحد التي فيها استعراض اخبار الكنيسة والابرشية ومواعيد النشاطات الدينية للاسبوع القادم فتاخذ كل عائلة نسخة منها ، السيارات مركونة في موقف الكنيسة الذي يستوعب عادة جميع السيارات ، وعند امتلائه يتم ايقاف السيارات في الشارع او الشوارع القريبة . عندما تحتاج الكنيسة الى مبالغ معينة للتوسع او تجديد او شراء معدات جديدة او حتى تقديم مساعدة فورية للمحتاجين بسبب هزة ارضية او كارثة طبيعية فتنشر الكنيسة طلبا في جريدتها الاسبوعية مع الاعلان اثناء القداس عن المبلغ المطلوب ليتبرع المؤمنون في صندوق مستقل وتحدد تاريخ البدء وتاريخ الغلق ، واحيانا تكون الحاجة الى مبالغ قليلة فتقوم لجنة الكنيسة بتنظيم "سوق الكراج" يتبرع كل من يرغب بمواد فائضة عن حاجته او هدايا قدمت له ولم يستعملها، او مواد لم تعد تناسب عمره (على ان تكون جميع المواد جديدة او لا عيب فيها) لتعرض في اليوم الموعود في ساحة الكنيسة ليشتريها المؤمنون بعد قداديس الاحد كل حسب حاجته وباسعار اقل من النصف ، وعادة ما يدفع كل من يشتري مبالغ اكثر من اسعارها في المخازن وكل حسب امكانيته المادية ، وتعلن الجريدة نتائج "سوق الكراج" شاكرة المتبرعين والمشترين ، والمبالغ التي تم جمعها . انني ارى هنا ايمانا وتدينا كبيرين حيث اننا في بلد لا حدود لحرية الفرد فيه وكل من يختار الذهاب الى الكنيسة فهو يذهب بارادته فقط ، لا يستطيع اي شخص آخر بمن فيهم الوالدين والمدرسة ان يفرض عليه الذهاب الى الكنيسة او حضور التعليم المسيحي او التناول او عقد الزواج في الكنيسة . فهل هناك اي خلل في هذا؟ وهل نستطيع ان نقول ان الكنديين او الامريكان او الاوربيين قد تركوا دينهم بينما نحن الوحيدون الذين نلتزم الدين؟ لو رغبت او لم ارغب فانني مضطر كلما ذهبت الى الكنيسة لمقارنة كنائسنا الكلدانية في العراق وخارجه لاخرج بنتيجة مؤلمة بسبب المسافة التي تفصلنا عن هؤلاء "المسيحيين بالاسم" واستذكر ما يطلب الكاهن او المطران في كنائسنا من المؤمنين من الطلبات التي لا تليق بنا مثل: لا تدخلوا الى الكنيسة وانتم تعلكون!!! او لا تدخلوا الكنيسة وبيدكم سيكارة!!! او لا تطفؤا سكائركم وتلقون بها داخل الكنيسة!!! او لا تتناولوا وانتن بملابس الحفلات!!! ادعوكم اخواني المؤمنين في الداخل والخارج الارتقاء الى المستوى الذي نشعر به باننا ابناء الكنيسة الواحدة المقدسة الرسولية ونعمل دائما من اجل رفعتها . ليكن الثالوث الاقدس معنا جميعا .
أخي العزيز جرجيس ..مع كل ماشرحت بإسهاب سأضيف الى مقالتك ،النشرة الإسبوعية للفعاليات طوال الإسبوع وأسماء المحتاجين للصلاة من الرعية والمؤمنين وجدول بالمبالغ التي وردت للكنيسة وكم صُرف منها خلال الشهر والسنة ،وأسماء اللجنة المالية إذا شككتَ وأعجبك أن تحاسبهم وبهذا تقدم تبرعك وأنت فرحان ،ودورات تأهيلية لمدة ستة أشهر للمخطوبين ليستطيعوا بناء بيت مسيحي قوي البنيان وغيرها ، بارك الله بكَ