الكــــــــــــــــــرمة
العــــــــــــــدد 126 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
العــــــــــــــدد 126 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
الكنيسة ودورها في احياء او اندثار اللغة
بقلم: متي اسماعيل
استوقفتني الردود على موضوع السيد جرجيس الساعور "اللغة الكلدانية" والمنشور في العدد السابق من نشرتنا الكرمة، والرد الذي توقفت عنده كثيراً كان للأخ العزيز فهمي عزيز فقد ذكر أن الغرباء يهتمون بلغتنا أكثر مما نهتم بها نحن، وتعقد مؤتمرات عديدة يحضرها أجانب وغيرهم أما "جماعتنا" فلا يحضرونها ولا يهتمون بها اطلاقاً.
نعم، ان مشكلتنا كبيرة في هذه الناحية، ليس في الخارج بل هنا عندنا ايضاً. وان الكنيسة التي كانت الى عهدٍ قريب هي من حافظت على اللغة وعلمتها أجيالاً وأفنى آباؤنا اعمارهم في صونها وحفظها والابداع فيها، نرى ان "الكنيسة" اليوم تقوم تماماً بعكس ما قامت به من قبل.
بعد انقضاء صوم الباعوثا ذهبت الى عنكاوة والتقيت بأحد الاكليريكيين في معهد شمعون الصفا الكهنوتي البطريركي الكلداني، وسألته عن برنامجهم في الباعوثا، فقال كانت لنا صلاة مختصرة مترجمة الى اللغة العربية لمدة نصف ساعة تقريباً كل اليوم!!
هالني الأمر، وقلت مع نفسي، لماذا نطلق على المعهد اسم الكلداني اذاً؟ والأمر في كرمليس كان عندنا أفضل، لكن الغريب ان بعض الصلوات المترجمة الى السورث، طبعت بالكرشوني "لفظ سورث وبحرف عربي" لاستعمال المؤمنين، لكن الطامة كانت في ان الشمامسة ايضاً استعملوا هذه الملازم.
ولست اقصد من كلامي نقداً او تجريحاً للكنيسة، فهي ايضاً لم نلمس منها تشجيعاً لعملية التعليم السرياني في المدارس الرسمية، صحيح ان العملية متعثرة، لكنها تسير بشكل مقبول وان النتائج قد لا نجنيها اليوم، بل بعد سنوات، فهنالك الكثير من تلامذة الابتدائية يقرأون ويكتبون بصورة تلفت الانتباه، رغم شكوى الوالدين من صعوبة لغتهم وانتقادهم واعتراضهم عليها، وكأننا نعيش في القرن الماضي عندما أصبح من يعرف العربية متطوراً ومثقفاً، وكثيرون اصبحوا يتكلمون العربية مع ابنائهم تعالياً وافتخاراً، وانتقاصاً لبني جلدتهم الذين يتلكأون فيها (أي العربية). عدا التسمية المجحفة التي كلنت تطلق على لغتنا "الفليحي" اي لغة الفلاحين فاذا كان الفلاحون قد أبدعوا هكذا فلا ضير أن نكون فلاحين مهرة ومخلصين في بيدر لغتنا.
ان شاء الله ستبقى لغتنا هي حية، حتى وان لم ترتق الى مصاف اللغات العالمية، فيكفينا فخراً ان اجدادنا وآباءنا ونحن واولادنا وأحفادنا سنتكلم ونكتب ونقرأ فيها... ولن تندثر لغتنا ابداً اذا كنا نحس بقيمتها في منحها القيمة لنا، فالانسان يتميز بلغته أولاً ومن ثم بالأمور الأخرى.
وحبذا لو يدلي القراء الكرام والمتصفحين وذوي الشأن والاختصاص بآرائهم في هذا الموضوع.
عدل سابقا من قبل نشرة الكرمة في 16/3/2010, 23:50 عدل 1 مرات (السبب : اضافة)