الكـــــــــــــرمة
العــــــــــــــدد 125 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
العــــــــــــــدد 125 الســـــــنة الحادية عشرة
نشــــــرة شـــــــــهرية تصدر منتصف كل شــــــــــــــهر
عن منتـــــــــــدى كرمليــــــــــــس الثقافــــــــــــــي
الى ابنائنــــــــا مع التحيــــــة
عزيزي إبني عزيزتي إبنتي ..
ثقي أن لا أحداً يُحبك ويسعى الى رقيك وسعادتك بقدر ما يفعله أبواك . فلا صديقك ، حبيبك ، زوجك ، اخوك ،اختك يتمنى مايكنه لك ابواك في محبة نقية خالصة .
فتمهلا رفقا بنا . قد نكون أخطأنا في طرق تقويم ما بدر لنا من إعوجاج في سيرتكما حفظا على تأمين سلامة دروبكما الحياتية ، حين غاب عنكما إستفزازاتكما المتكررة التي فيها دفعتمونا لأقتراف أخطاء كنا بها نود إصلاح أخطائكما .
فلا تسخروا من جهلنا ، وشحيح معرفتنا بجزئيات التقنية الحديثة المتلاحقة.
وخير لكما أن تعلما أن إحترام الذات الأنسانية إنما تشمل الأبوين أيضا .
فكما تحرصان على إحترام آرائكما وأفكاركما وتتمسكان بنظريتكما للحياة وانتما ما تزالان في مراحل إختبارها ، فكذلك يتوجب عليكما أن تحترمان رؤية أبويكما ونظرتهما وقد إختبراها . ففيما عدم إنصافكما وقصور عدلكما ؟
ألا ترون أن الدائرة ستدور وستقيمان في عين الموقف يوم غد فيعتريكما الندم وليت ساعة مندم .
أفيقا ، أناشدكما ألاّ ترضخا لعواطفكما العنفوانية في عز تأججها وقصور وضوح الرؤية من خلال تلاطمها في الركون الى نظرة صديق وزميل وصاحب وتفضيلها على رؤية الأبوين .
ولنا نحن الأبوان مراعاة ما تقدم من زمن وما أنتجت الحياة من رؤىً مغايرة .
وعلى المجتمعات الرفق بأبنائها وبناتها ، فما كان يصلح يوم أمس ما عاد يصلح اليوم .. فلمَ الأصرار على التمسك بعادات وتقاليد بالية ولّت ؟
أما آن الأوان للتخلص من أحكام التسلط الأجتماعي والنزول الى إختيارات الكائن الحي الفعال في المجتمع بعيدا عن الاحكام الجائرة ما دام الأنسان لا يلقي ضررا أو إيذاء بغيره .
فمتى تتحررون وتحررونا من قوالب أقمتموها لنا وتريدون منا توفيق العمل بموجبها ، فلا أنتم تتقدمون ولا نحن نتخلص منها . لا فلذات قلوبنا يتراجعون ولا نحن نطمئن على سلامة سيرتهم بموجب لوائح أحكام المجتمعات المتخلفة والجائرة .
حقاً آن الأوان لمراجعة البعض من سنن وقوانين المجتمعات المجحفة بحق سير الحياة قدما لخير البشرية .
وقبلاتنا لأحبائنا ، اعزائنا ، فلذات أكبادنا مع أعز وأخلص أمانينا .
اسماعيل المامو