في قِطار الليل : جنحة و جناية مُخِلَه باللبن
كان لكرمليس حصة الأسد من عمال السگـك سكة حديد الجمهورية العراقية ((( س ح ج ع ))) ومن مخلتلف الصنوف بالاضافة لفندق المحطة و الخدمات الأخرى عمال الخطوط و المطعم و الطباخين و غيرها .
وكان لعائلة حنا أيليا كوكبة كبيرة من عمامي تخدم في مجال السگـك و الخطوط ولي موضوع مطروح سـابقـاً بهذا ألخصوص يـشـمل كل الكرمليسين " في أحد مواقعنا العزيزة " تعذروني لا أذكر الأسـم لئلا أتهم بعمل دعاية و ترويج " بعد شـِيبي " وهو من الممنوعات الكَرمليسية الكَرمليسية ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المهم المرحوم عمي ياقو كان يعمل على خط موصل بغداد الليلي و كانت تحصل مفارقات و أحداث و أمور غريبة عجيبة معظمنا عاصرها وليست جديدة علينا ؛ في أحد أيام بداية الصيف والحرارة كانت تعمل فعلتها عندما يكون هناك خلل بمنظومة التبريد و خاصة ً بعربات الدرجة السياحية المهم كانت هناك إحدى النساء " مصلاوية قـُح ْ " كان معها << لبن ــ خاثر >> موضوع في قماش أبيض و مرتب و مبرد وكانت شـديدة الحرص علية أزعجت الموجودين من الكرمليسيين بطلباتها و أسئلتها و أستفساراتها من شـدة خوفها على لبنها وحرصها ليصل سـالم الى بغداد من حرارة الجو و الطريق الطويل .
أتفقوا عليها ألموجودون من الكرمليسيين على إزعاجها و أذيتها حال أستلامهم لبنها في الأمانات بدون ضمانات لأنها ليست ملزمة لهم ؛ قاموا بأطفاء التبريد لـسـببين
أولا ً ليبيعوا ما لهم من كوكا كولا و ببسي و طراوبي وشابي و مشن و سينالكو والعصير المحلي اليدوي و شربت نادرد و من اللفات << سندويجات >> كبة حلب و پُتيته چـَاپ و و و غيرها
ثانيا ً و الأهم وهي خطـة پـَاچـوية سـلمت أختنا المصلاوية لبنها لعمي يعـگـوب أبو خالدة ليحفضة لها على قوالب الثلج في عربة المطعم حتى الصباح بعد و صول بغداد تستلم لبنها و تسلمه هي أكرامية لأنه ساعدها .. قام فكاهي زمانة حال اسـتلامه اللبن بكسر ربع قالب ثلج و بسطلة كبيرة مع حفنة ملح وصنع لبن أرقى من لبن أربيل المشهور ويوزع و يبيع لبن أصلي متنقلاً بين العربات واحدة تلو الأخرى ؛ وصل بسطلته الثالثة عربة صاحبة اللبن سـألته أشلونو لبنك يول أبوي ّ فقال لها رحمه الله " هـمـــسـا ً " خاليّه كـُلو بعرور مال عرب و حامض ما يفيدكِ بـس لا تحكين وعبرها حتى لم يرحم بحالها بكاس من لحم ثورها " لبنها " كنت شـخصيـا ً سـألته طبعـاً ما الحِكمة !! .. ولماذا لم تعطها ولو كاس واحد وهو لبنها .. ؟؟ فقال : ( رضي اللة عنـه ) ما تستاهل مزعجة و نقنوقية ثم لو شـربت منة لعرفته لبنها لأنة كان كمية كبيرة و راقي و نضيف .
في الصباح قبل وصول بغداد ملئ وعائها والكيس بالماء وقال لأحدهم سـأغادر قبلك سلم اللبن للمزعِجة صاحبته وهي سـتكرمك لأنها و عدتني لأنني حافظت على لبنها من التلف و الحرارة ؛ متنازل عن الأكرامية لك
الى هنا و أكتفي والى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .