الرئيسية
بوابة كرمليس*
كرمليس مدينه عريقه في القدم ، تمتد جذورها الى العصور الحجريه ، والى عصور ماقبل التاريخ ، فقد اعتبرها البعض من اوائل المستعمرات البشريه في العالم . كما عدها البعض الآخر لغزا غامضا ومحيرا دون ان يعطي لهذا اللغز تفسيرا او تحليلا . وورد ذكرها في اشهر المصادر واقمها ، واقترن اسمها بأعظم المعارك والغزوات قبل الميلاد وبعده ، كحملة داريوس دارا الاول ( 485 ق.م ) وداريوس دارا الثالث والاسكندر الكبير ( 331ق.م). وحملة الامبراطور الروماني طرايانوس للشرق ( 114 م ) وغزوات المغول ( 1236 م ) وغزوة نادر شاه ( 1743 م ) ، وغيرها . فأحتلت من الشهره صدارة ، ومن العظمه مكانا لذا كانت محط انظار الكثير من الآثاريين والمستكشفين والمستشرقين امثال ، اميل بوتا ، لايرد ، بلاس ، هرمز رسام ، جورج رولينصون ، جونز ، برات ، ايفز ، ريج ، لانزا ، بدج ، نيبور ، اينسوورث ، بادجر ، شتاين ، فلر ، لكلاما ، جوزيف بونومي ،.. وكثيرون آخرون ، وقد تكلم معظمهم عن تاريخها القديم واكدوا على كونها من المدن الآشوريه القديمه المهمه . وتعود قصة الاكتشافات الاثريه الى الاربعينيات من القرن التاسع عشر وكان اول من قام باجراء الحفريات فيها في اوائل عام 1846 هة ( اوستن هنري لايرد ) الذي كان رئيسا لبعثه انكليزيه اوفدها المتحف البريطاني في لندن لأكتشاف كنوز الشرق القديمه والوقوف على حضارات هذه البلاد ، وبالأخص اكتشاف المدن القديمه التي وردت في الكتاب المقدس كنينوى وآشور وكالح .
وكانت البعثه تتكون من لايرد ( رئيسا ) وهرمز رسام وهنري روس ( مساعدين ) ورولينصون ( قارئ اللغه المسماريه ) بالاضافه الى اكثر من عشرين عاملا للحفر من البدو المقيمين في منطقة السلاميه ومن النساطره والكلدان المقيمين في الموصل وقد اجرى لايرد حفرياته في ( تل غنم ) في اوائل سنة 1846 م ويقول بهذا الخصوص :
" وفي كرمليس المدينه التي امتازت بانتاج الفخاريات والتي لازالت الدلائل على ذلك باقيه لحد الآن . فأن الآثار الآشورية الاصل التي اكتشفت فيها النقوش القديمه المرسومه على الفخاريات برهنت ان كرمليس كانت مدينه آشوريه عظيمه كمعاصرتها خورساباد ، وقد استطاع هنري كريزويك رولينصون قراءة الكتابات المسماريه التي احتوت اسم الملك الآشوري سركون ( شركينا ) . وعندما اظطر لايرد الى الرجوع الى انكلترا عام 1847 استمر وكيله هنري روس في الحفريات نيابة عنه وقد نشر لايرد احدى النصوص المسماريه المكتشفه في كرمليس دون ترجمتها .
والآثاري الآخر الذي اجرى الحفريات الاثريه في كرمليس هو فكتور بلاس الذي كان قنصل فرنسا في الموصل منذ عام 1851 .
وكانت حفرياته في الفتره 1852 - 1854 يساعده في ذلك هنري كريزويك رولينصونواجرى حفرياته في تلين من تلال القريه هما ( تل غنم ) و( تل برباره ) . ويقول بلاس بهذا الخصوص عن كرمليس .
بالقرب من القريه المسماة بهذا الاسم يوجد تل غير عال ولكنه ذو مساحه واسعه ، طوله 190 م وعرضه 96 م وارتفاعه يتراوح بين 7 و 8 امتار . ان في التنقيب الاول وعلى عمق قليل تم اكتشاف طبقتين من الطابوق المفخور متساوية الحجم ومتشابهه للطابوق المستعمل في مضاجع خورساباد . الطبقه الاولى مرصوفه على طبقه من الرمل الناعم وتحتها الطبقه الثانيه والتي احتوت الواحا كتبت عليها نصوص مسماريه استطاع رولينصون قراءة اسم شلما نصر وسركون . وفي محلات اخرى توصلنا الى اكتشاف سقوف متشابهه ومتصله معا . كما وجدنا الواحا من الجص مشذبه حسب الاصول وذات قياس مضبوط ولكنها خاليه من اية نقوش او كتابات . كل المعلومات المستحصله تؤيد وتؤكد بأن التل الصغير يضم بقايا من اثر آشوري قديم . ولكن البقايا الموجوده الآن والمكتشفه ليست من زمن قديم .
ويستطرد فكتور بلاس في كلامه عن تنقيباته فيقول :
أن الطبقتين من الطابوق تدلان دلالة أكيدة على أنهما غرفة كبيرة مبلطة أو فناء واسع .والواقع أن الألواح قد وجدت على عمق مترين ونستطيع أن نستنتج أن الأقسام العليا من البنايات كانت قد سويت أو قطعت نتيجة الزمن .
أن قلة ارتفاع هذا المشروع العظيم بنوع عام يؤكد الأستنتاج السابق ويفسر سهولة سحب الألواح الفخارية والرخام من قبل سكان القرية لأستعمالهم الخاص ويتكلم فكتور بلاس عن حفرياته في التل الثاني ( تل بربارة ) فيقول :
وبالقرب هناك تل آخر يختلف أختلافا كاملا عن التل الأول أذ يبلغ أرتفاعه حوالي 20 مترا قمته حادة وصعبة التسلق .أن أقتراب هذين التلين جعلاني أمل بأني سأجد في التل الثاني بقايا قصر آشوري محفوظة كما يجب ولكن كل الأشياء التي وجدناها كانت من فترة زمنية أخرى .
أن الطابوق الذي أكتشف هو من النوع الخشن والصلب ويختلف عن الطابوق المكتشف في نينوى . والمادة الطينية التي صنع منها الطابوق هي ناعمة واللون فاتح يميل الى الصفرة وسمكها يتراوح بين 23 و26 سم ومرصوفة رصفا جيدا ودرزت المفاصل بينها بمادة سمنتية .
وجدران البناية مبنية بأحجار مربعة الشكل ذات صلابة تفوق صلابة الملاط المصنوع من الرماد والكلس الذي يربط الطابوق .
ومن المعتقد أن البناية التي أكتشفها بلاس في تل بربارة في ربيع عام 1852 هي بناية دينية أو معبد آشوري قديم مخصص لأحد الآلهة أذ أن هيكل التل المخروطي الشكل يشبه برج أو زقورة ضخمة مثل ما هو في نمرود وعكركوف وبابل , علما ان كرمليس كانت مدينة دينية . أذ يقول جورج رولينصون , وكرمليس لها أيضا لقبها الخاص ( دور ... ) أو ( مدينة الأله ... ) كما يؤكد هذا الشيء الآثاري جوليوس أوبرت قائلا (أن أسم كرمليس القديم هو أير - ايلو - بانو )أي بمعنى مدينة الأله بانو وذكر المرحوم المطران سليمان صائغ في كتابه نفائس الآثار عن تنقيبات فكتور بلاس في كرمليس مشيرا بأن بلاس عثر في تل بربارة على قاعتين كبيرتين وجدت داخلهما أدوات حديدية ( من المعتقد أنها كانت تستعمل في الصلاة ) وعثر في تل غنم على آثار بناية آشورية قديمة وعدد كبير من المسماريات . ومن الجدير بالذكر أن بلاس جعل حفرياته في تل بربارة على شكل نفقين متقاطعين شرقا وغربا , شمالا وجنوبا ولازال الأحفاد نقلا عن أجدادهم يتحدثون عن هذه الأنفاق التي كانت تسمى ( نفق باليوس ) ولازالت آثار تلك الأنفاق موجودة لحد الآن .غير أن فتحات الأنفاق أندرست وبقيت على شكل حفرات ضخمة في صدر التل من جهاته الأربع .
يتبع ...
وكانت البعثه تتكون من لايرد ( رئيسا ) وهرمز رسام وهنري روس ( مساعدين ) ورولينصون ( قارئ اللغه المسماريه ) بالاضافه الى اكثر من عشرين عاملا للحفر من البدو المقيمين في منطقة السلاميه ومن النساطره والكلدان المقيمين في الموصل وقد اجرى لايرد حفرياته في ( تل غنم ) في اوائل سنة 1846 م ويقول بهذا الخصوص :
" وفي كرمليس المدينه التي امتازت بانتاج الفخاريات والتي لازالت الدلائل على ذلك باقيه لحد الآن . فأن الآثار الآشورية الاصل التي اكتشفت فيها النقوش القديمه المرسومه على الفخاريات برهنت ان كرمليس كانت مدينه آشوريه عظيمه كمعاصرتها خورساباد ، وقد استطاع هنري كريزويك رولينصون قراءة الكتابات المسماريه التي احتوت اسم الملك الآشوري سركون ( شركينا ) . وعندما اظطر لايرد الى الرجوع الى انكلترا عام 1847 استمر وكيله هنري روس في الحفريات نيابة عنه وقد نشر لايرد احدى النصوص المسماريه المكتشفه في كرمليس دون ترجمتها .
والآثاري الآخر الذي اجرى الحفريات الاثريه في كرمليس هو فكتور بلاس الذي كان قنصل فرنسا في الموصل منذ عام 1851 .
وكانت حفرياته في الفتره 1852 - 1854 يساعده في ذلك هنري كريزويك رولينصونواجرى حفرياته في تلين من تلال القريه هما ( تل غنم ) و( تل برباره ) . ويقول بلاس بهذا الخصوص عن كرمليس .
بالقرب من القريه المسماة بهذا الاسم يوجد تل غير عال ولكنه ذو مساحه واسعه ، طوله 190 م وعرضه 96 م وارتفاعه يتراوح بين 7 و 8 امتار . ان في التنقيب الاول وعلى عمق قليل تم اكتشاف طبقتين من الطابوق المفخور متساوية الحجم ومتشابهه للطابوق المستعمل في مضاجع خورساباد . الطبقه الاولى مرصوفه على طبقه من الرمل الناعم وتحتها الطبقه الثانيه والتي احتوت الواحا كتبت عليها نصوص مسماريه استطاع رولينصون قراءة اسم شلما نصر وسركون . وفي محلات اخرى توصلنا الى اكتشاف سقوف متشابهه ومتصله معا . كما وجدنا الواحا من الجص مشذبه حسب الاصول وذات قياس مضبوط ولكنها خاليه من اية نقوش او كتابات . كل المعلومات المستحصله تؤيد وتؤكد بأن التل الصغير يضم بقايا من اثر آشوري قديم . ولكن البقايا الموجوده الآن والمكتشفه ليست من زمن قديم .
ويستطرد فكتور بلاس في كلامه عن تنقيباته فيقول :
أن الطبقتين من الطابوق تدلان دلالة أكيدة على أنهما غرفة كبيرة مبلطة أو فناء واسع .والواقع أن الألواح قد وجدت على عمق مترين ونستطيع أن نستنتج أن الأقسام العليا من البنايات كانت قد سويت أو قطعت نتيجة الزمن .
أن قلة ارتفاع هذا المشروع العظيم بنوع عام يؤكد الأستنتاج السابق ويفسر سهولة سحب الألواح الفخارية والرخام من قبل سكان القرية لأستعمالهم الخاص ويتكلم فكتور بلاس عن حفرياته في التل الثاني ( تل بربارة ) فيقول :
وبالقرب هناك تل آخر يختلف أختلافا كاملا عن التل الأول أذ يبلغ أرتفاعه حوالي 20 مترا قمته حادة وصعبة التسلق .أن أقتراب هذين التلين جعلاني أمل بأني سأجد في التل الثاني بقايا قصر آشوري محفوظة كما يجب ولكن كل الأشياء التي وجدناها كانت من فترة زمنية أخرى .
أن الطابوق الذي أكتشف هو من النوع الخشن والصلب ويختلف عن الطابوق المكتشف في نينوى . والمادة الطينية التي صنع منها الطابوق هي ناعمة واللون فاتح يميل الى الصفرة وسمكها يتراوح بين 23 و26 سم ومرصوفة رصفا جيدا ودرزت المفاصل بينها بمادة سمنتية .
وجدران البناية مبنية بأحجار مربعة الشكل ذات صلابة تفوق صلابة الملاط المصنوع من الرماد والكلس الذي يربط الطابوق .
ومن المعتقد أن البناية التي أكتشفها بلاس في تل بربارة في ربيع عام 1852 هي بناية دينية أو معبد آشوري قديم مخصص لأحد الآلهة أذ أن هيكل التل المخروطي الشكل يشبه برج أو زقورة ضخمة مثل ما هو في نمرود وعكركوف وبابل , علما ان كرمليس كانت مدينة دينية . أذ يقول جورج رولينصون , وكرمليس لها أيضا لقبها الخاص ( دور ... ) أو ( مدينة الأله ... ) كما يؤكد هذا الشيء الآثاري جوليوس أوبرت قائلا (أن أسم كرمليس القديم هو أير - ايلو - بانو )أي بمعنى مدينة الأله بانو وذكر المرحوم المطران سليمان صائغ في كتابه نفائس الآثار عن تنقيبات فكتور بلاس في كرمليس مشيرا بأن بلاس عثر في تل بربارة على قاعتين كبيرتين وجدت داخلهما أدوات حديدية ( من المعتقد أنها كانت تستعمل في الصلاة ) وعثر في تل غنم على آثار بناية آشورية قديمة وعدد كبير من المسماريات . ومن الجدير بالذكر أن بلاس جعل حفرياته في تل بربارة على شكل نفقين متقاطعين شرقا وغربا , شمالا وجنوبا ولازال الأحفاد نقلا عن أجدادهم يتحدثون عن هذه الأنفاق التي كانت تسمى ( نفق باليوس ) ولازالت آثار تلك الأنفاق موجودة لحد الآن .غير أن فتحات الأنفاق أندرست وبقيت على شكل حفرات ضخمة في صدر التل من جهاته الأربع .
يتبع ...
