كنت قد وعدتكم في الموضوع الاول بأن انشر المزيد عن كتاب تاريخ كرمليس واليوم سنذكر ما قاله المهندس حبيب حنونا في كتابه عن اسياي البحث عن تاريخ كرمليس .
لن انشر بالتفصيل ولكن سأنشر ما أراه مناسبا وعذرا للمؤلف مقدما .
يقول الاستاذ حبيب حنونا
لسنوات طويله حين كنت صبيا يافعا الهو مع اقراني الصبيان ، في قريتي الهادئه كنت اجوب واياهم حقولها وارتقي تلالها القريبه، فيدهشني ان تكون تلك التلال والكثبان مليئه ببقايا الاواني الفخاريه وكانت سني الصغيره لاتؤهلني لأن ادرك ماهية تلك البقايا لكنني كنت ارى رجلا كهلا( مستر هرمز ) يرتدي الستره والسروال ويعتمر القبعه - لا السداره - التي كانت زي الافندي آنذاك ، كان الناس يدعونه بالمستر -لا الافندي - كما ننادي معلمينا .كان هذا الرجل يهتم بجمع قطع الاواني الفخاريه التي يعثر عليها وهو يجوب الحقول والاراضي ، وكان الفضول يدفعني لمعرفة مايفعله الرجل بتلك القطع فوجدته يضعها تحت منظار مكبر ثم يفرزها ويأخذ اشياء ويرمي اخرى وكان يشجع الصبيه على جمع قطع مماثله ويشتريها منهم مقابل آنه واحده ( 4 فلوس ) او اقل ، وايقنت حينها بأن هذه القطع ليست بالامر الهين ولابد انها شئ ثمين او ان سرا ما يلفها ، فقررت ان احتفظ بما اجده من هذه القطع رغم حاجتي للمال في ذلك العمر .
وكان من عادة اهالي كرمليس عند بناء البيوت ان يقوموا بحفر السرداب اولا فكنا نعثر على الكثير من بقايا تلك الاواني الفخاريه والجرار وكثيرا ماسمعنا بعثور صاحب الدار على ذهب كثير وهو يحفر السرداب .
تقدمت بي السنين وكبرت وكبرت اهتماماتي وتوسعت في البحث عن التاريخ وخاصة تاريخ قريتي كرمليس فادركت ان قريتي الصغيره كانت يوما ما مدينه كبيره وعظيمه وان اناسا عاشوا قبلنا بقرون وضعوا بصماتهم عليها .
وان المستر هرمز لم يكن جاهلا وكان يعلم قيمة الاشياء التي كان يشتريها ولم نعلم الى اين ذهب ذلك الرجل وماذا حمل معه من اسرار وقطه اثريه وكم شخصا مثل مستر هرمز شهد بلدنا ونهب مانهب .
وعندما كنت في كلية الهندسه بدأت اهتماماتي الحقيقيه بالاثار ، وبدأت اقضي اوقاتا طويله في الكتبات بين المراجع والكتب التاريخيه ، ولما كانت قريتي هي وطني الصغير رأيت من الوفاء لها ان اعرّف اخواني قراء العربيه بها قديما وحاضراً وان اجمع ما استطيع جمعه عنها وهو كثير في بطون الكتب ومن خلال المخطوطات التي لم يتح لها ان تنشر ليدرك اخواني وابناء قريتي ان هذه التلال وتلك الكثبان والسهول شهدت حضارات عريقه كان لها الاثر الكبير في تاريخنا القديم ،وان المعلومات التي يحويها هذا الكتاب هي جزء من الحقيقه وان الحقيقه الكامله مدفونه تحت تلك التلال ونحن بأنتظار اليوم الذي يزاح عنها الغبار فتظهر الحقيقه جليله واضحه .
ان لهذه الارض الطيبه سجلا حافلا بالاحداث وان جحافل الاسكندر مرت يوما من هنا وان اجدادنا تصدوامرارا لطغاة الفرس من امثال داريوس ونادر شاه وان المغول القادمين من الشرق اعملوا السيف تقتيلا في اهلها ، ولم يكن العثمانيون بأحسن ممن سبقهم ، فقد شهدت القريه الجندرمه وعرفت فرض الاتاوات وتكبيل الشباب بالقيود وسوقهم الى حرب لاناقه لهم فيها ولاجمل ، وان الكثير من اجدادنا اخرجوا من دورهم عنوة وذهبوا الى غير عوده .....
***********
الموضوع القادم جغرافية القريه
لن انشر بالتفصيل ولكن سأنشر ما أراه مناسبا وعذرا للمؤلف مقدما .
يقول الاستاذ حبيب حنونا
لسنوات طويله حين كنت صبيا يافعا الهو مع اقراني الصبيان ، في قريتي الهادئه كنت اجوب واياهم حقولها وارتقي تلالها القريبه، فيدهشني ان تكون تلك التلال والكثبان مليئه ببقايا الاواني الفخاريه وكانت سني الصغيره لاتؤهلني لأن ادرك ماهية تلك البقايا لكنني كنت ارى رجلا كهلا( مستر هرمز ) يرتدي الستره والسروال ويعتمر القبعه - لا السداره - التي كانت زي الافندي آنذاك ، كان الناس يدعونه بالمستر -لا الافندي - كما ننادي معلمينا .كان هذا الرجل يهتم بجمع قطع الاواني الفخاريه التي يعثر عليها وهو يجوب الحقول والاراضي ، وكان الفضول يدفعني لمعرفة مايفعله الرجل بتلك القطع فوجدته يضعها تحت منظار مكبر ثم يفرزها ويأخذ اشياء ويرمي اخرى وكان يشجع الصبيه على جمع قطع مماثله ويشتريها منهم مقابل آنه واحده ( 4 فلوس ) او اقل ، وايقنت حينها بأن هذه القطع ليست بالامر الهين ولابد انها شئ ثمين او ان سرا ما يلفها ، فقررت ان احتفظ بما اجده من هذه القطع رغم حاجتي للمال في ذلك العمر .
وكان من عادة اهالي كرمليس عند بناء البيوت ان يقوموا بحفر السرداب اولا فكنا نعثر على الكثير من بقايا تلك الاواني الفخاريه والجرار وكثيرا ماسمعنا بعثور صاحب الدار على ذهب كثير وهو يحفر السرداب .
تقدمت بي السنين وكبرت وكبرت اهتماماتي وتوسعت في البحث عن التاريخ وخاصة تاريخ قريتي كرمليس فادركت ان قريتي الصغيره كانت يوما ما مدينه كبيره وعظيمه وان اناسا عاشوا قبلنا بقرون وضعوا بصماتهم عليها .
وان المستر هرمز لم يكن جاهلا وكان يعلم قيمة الاشياء التي كان يشتريها ولم نعلم الى اين ذهب ذلك الرجل وماذا حمل معه من اسرار وقطه اثريه وكم شخصا مثل مستر هرمز شهد بلدنا ونهب مانهب .
وعندما كنت في كلية الهندسه بدأت اهتماماتي الحقيقيه بالاثار ، وبدأت اقضي اوقاتا طويله في الكتبات بين المراجع والكتب التاريخيه ، ولما كانت قريتي هي وطني الصغير رأيت من الوفاء لها ان اعرّف اخواني قراء العربيه بها قديما وحاضراً وان اجمع ما استطيع جمعه عنها وهو كثير في بطون الكتب ومن خلال المخطوطات التي لم يتح لها ان تنشر ليدرك اخواني وابناء قريتي ان هذه التلال وتلك الكثبان والسهول شهدت حضارات عريقه كان لها الاثر الكبير في تاريخنا القديم ،وان المعلومات التي يحويها هذا الكتاب هي جزء من الحقيقه وان الحقيقه الكامله مدفونه تحت تلك التلال ونحن بأنتظار اليوم الذي يزاح عنها الغبار فتظهر الحقيقه جليله واضحه .
ان لهذه الارض الطيبه سجلا حافلا بالاحداث وان جحافل الاسكندر مرت يوما من هنا وان اجدادنا تصدوامرارا لطغاة الفرس من امثال داريوس ونادر شاه وان المغول القادمين من الشرق اعملوا السيف تقتيلا في اهلها ، ولم يكن العثمانيون بأحسن ممن سبقهم ، فقد شهدت القريه الجندرمه وعرفت فرض الاتاوات وتكبيل الشباب بالقيود وسوقهم الى حرب لاناقه لهم فيها ولاجمل ، وان الكثير من اجدادنا اخرجوا من دورهم عنوة وذهبوا الى غير عوده .....
***********
الموضوع القادم جغرافية القريه