كرمليس... إنتاجها الزراعي والحيواني لعام 1942م "هذه البلاد اخصب من كل البلاد المعروفة عندنا التي تعطي اثمارا لديميتر" هيرودوت1:193
المهندس: جــــــورج تمو
* هذا الموضوع جزء من دراسة لرؤى مستقبلية لكرمليس
** الارقام الواردة في هذا الموضوع تستند على مصادر رصينة يمكن الاعتماد عليها .
كرمليس قرية تابعة لقضاء الحمدانية ، تقع جنوب شرق الموصل وعلى بعد 28كم منها . يحيط بها سهل فسيح يخترقه جدول ماء ينبع من المرتفعات الشرقية والتي تبعد عن كرمليس 6كم ، ويصب هذا الجدول في نهر دجلة عند مدينة نمرود . وله بعضا من الفروع والشعاب التي تصب فيه شتاءا وربيعا في الايام الماطرة . ان هذه النعمة التي اسبغ بها الله على قريتنا اي الماء والاراضي المستوية الخصبة جعلت من الزراعة وتربية الماشية الحرفتين الرئيستيين لاهلها.
تبلغ مساحة الاراضي الزراعية التي تملكها القرية 9000 دونم : 3500 دونم تروى سيحا و 5500 دونم اراض ديمية تعتمد زراعتها على سقوط الامطار . كانت الاراضي الديمية قبل توفر المكننة الزراعية والاسمدة الحيوانية ، تزرع بين سنة واخرى ، وقد تترك سنتين. هذه الاراضي كانت تزرع حنطة وشعير ، والغير مزروعة كان مرعى للماشية. اما الاراضي السيحية ، قسم منها كان بساتين كروم وقسم اخر كان يزرع محاصيل صيفية والمتبقي كان يزرع ايضا حنطة وشعير.
كانت كرمليس " حديقة النعيم " في نظر القرى المجاورة .فكرمليس تنتمي الى ذلك المثال من الشعوب التي يوصف اقتصادها هكذا : تركز الزراعة المنتجة للاستهلاك المباشر مع الصناعة كاشغال بيتية ثانوية للنساء والبنات . والصناعة الناتجة فقط عن التطور الذاتي في فروع الانتاج المنفرد في القرى التي تشمل مساحتها على الاراضي المحيطة بها . ويحتاج هذا الى التوازن بين ملاك الاراضي مع الفلاحين والاجراء الذين يؤمنون الوجود المستمر لكيانها.
فقد سعى كل مالك ليؤمن نفسه بنفسه جميع ضروريات حياته من صناعة الغذاء واللباس والاحذية والاوعية والمفروشات واللوازم الاخرى . ولجاؤوا الى مساعدة السوق فقط عند ما لم يستطيعوا تلبية احتياجاتهم بقواهم الخاصة . فتطلب الامر نشوء حرف للانتاج السلعي . فبدات تظهر حرف الحدادين والنجارين والحياكين والسلالين والدباغين والصائغين والنقاشين .....قسم من هذه الحرف نشات داخل القرية والقسم الاخر نشا على اطرافها .وميزة كرمليس هو توفر فرص العمل طيلة ايام السنة ، ولهذا اصبحت قبلة المناطق الاخرى. وهذا يفسر كثافة السكان مقارنة بالقرى المحيطة بها .وكذلك الهجرات الكبيرة من قرى سهل نينوى الغربي في المواسم التي تتعرض فيها الزراعة الى مشاكل : جفاف ، جراد ، سونة.....( في موسم 1898م وما بعده هاجرت الى كرمليس 100 عائلة من القوش فقط ) .
وحتى يثبت ما ذكر اعلاه ، سيؤخذ عام 1942م وهي منتصف الحرب الكونية كمثال . وذلك لتوفر الاحصائيات الدقيقة حول السكان ؛ ملكياتهم وانتاجهم . في سنة 1942م سكن كرمليس 203 عائلة من الكلدان الكاثوليك ، 21 عائلة من الطوائف المسيحية الاخرى، 4 عائلة من الشبك. ملكيتهم التقريبية هي :
58 عائلة تملك اغناما مجموعها 6090
105 عائلة تملك ابقارا مجموعها 154
198 عائلة تملك دواجن بانواعها مجموعها 6000
74 عائلة تملك حيوانات للحراثة ( بغال وحمير) مجموعها 158
54 عائلة تملك بساتين كروم مساحتها التقريبية 80 دونم
63 عائلة تزرع محاصيل صيفية مجموع مساحتها 200 دونم
بلغ الانتاج الزراعي التقريبي لموسم 1942م ( محسوبا على اسعار الموسم 2007م السائدة ):
1175 طغارا من الحنطة سعرها المقدر 176.25 مليون دينار
3725 طغارا من الشعير سعرها المقدر 365.25 مليون دينار
950 طن من العنب بانواعه سعره المقدر 712 مليون دينار
100 طن من القطن سعره المقدر 150 مليون دينار
540 طن من البصل سعره المقدر 405 مليون دينار
( الطغار يسوي 20 وزنة ، وكل وزنة تعادل 13كغم من الشعير و 15 كغم من الحنطة تقريبا)
بالاضافة الى كميات من العدس والسمسم والحبة السوداء والحبة الحلوة والطماطة والبامياء ....والتي كانت تزرع للاستهلاك المنزلي.
اما الانتاج الحيواني لكرمليس هذه السنة فقد بلغ تقريبا :
12 طن من الصوف سعره المقدر 12 مليون دينار
1330000 لتر حليب ابقار واغنام سعره المقدر 1330 مليون دينار
2000 خروف سعره المقدر 200 مليون دينار
365000 بيضة سعرها المقدر 36.5 مليون دينار
115 عجلا سعره المقدر 46 مليون دينار
ومن ما ذكر اعلاه نرى ان ناتج كرمليس السنوي لعام 1942م محسوبا باسعار 2007م السائدة ، من انتاج المحاصيل الزراعية والحيوانية فقط ودون ان نحسب الصناعات التحويلية لبعضا من هذه المواد ، بلغ 3424 مليون دينار عراقي وبلغ دخل العائلة الكرمليسية 16.866 مليون دينار عراقي اي 14427 دولار امريكي والدخل الشهري للعائلة 1.405 مليون دينار.
خارطة للمنطقة رسمها المستشرق هاوزرمان في القرن السادس عشر ، الخارطة استلت من الكتاب المقدس / طبعة جمعية يوحنا الانجيلي / باريس – روما – تورناي ....1905م
المهندس: جــــــورج تمو
* هذا الموضوع جزء من دراسة لرؤى مستقبلية لكرمليس
** الارقام الواردة في هذا الموضوع تستند على مصادر رصينة يمكن الاعتماد عليها .
كرمليس قرية تابعة لقضاء الحمدانية ، تقع جنوب شرق الموصل وعلى بعد 28كم منها . يحيط بها سهل فسيح يخترقه جدول ماء ينبع من المرتفعات الشرقية والتي تبعد عن كرمليس 6كم ، ويصب هذا الجدول في نهر دجلة عند مدينة نمرود . وله بعضا من الفروع والشعاب التي تصب فيه شتاءا وربيعا في الايام الماطرة . ان هذه النعمة التي اسبغ بها الله على قريتنا اي الماء والاراضي المستوية الخصبة جعلت من الزراعة وتربية الماشية الحرفتين الرئيستيين لاهلها.
تبلغ مساحة الاراضي الزراعية التي تملكها القرية 9000 دونم : 3500 دونم تروى سيحا و 5500 دونم اراض ديمية تعتمد زراعتها على سقوط الامطار . كانت الاراضي الديمية قبل توفر المكننة الزراعية والاسمدة الحيوانية ، تزرع بين سنة واخرى ، وقد تترك سنتين. هذه الاراضي كانت تزرع حنطة وشعير ، والغير مزروعة كان مرعى للماشية. اما الاراضي السيحية ، قسم منها كان بساتين كروم وقسم اخر كان يزرع محاصيل صيفية والمتبقي كان يزرع ايضا حنطة وشعير.
كانت كرمليس " حديقة النعيم " في نظر القرى المجاورة .فكرمليس تنتمي الى ذلك المثال من الشعوب التي يوصف اقتصادها هكذا : تركز الزراعة المنتجة للاستهلاك المباشر مع الصناعة كاشغال بيتية ثانوية للنساء والبنات . والصناعة الناتجة فقط عن التطور الذاتي في فروع الانتاج المنفرد في القرى التي تشمل مساحتها على الاراضي المحيطة بها . ويحتاج هذا الى التوازن بين ملاك الاراضي مع الفلاحين والاجراء الذين يؤمنون الوجود المستمر لكيانها.
فقد سعى كل مالك ليؤمن نفسه بنفسه جميع ضروريات حياته من صناعة الغذاء واللباس والاحذية والاوعية والمفروشات واللوازم الاخرى . ولجاؤوا الى مساعدة السوق فقط عند ما لم يستطيعوا تلبية احتياجاتهم بقواهم الخاصة . فتطلب الامر نشوء حرف للانتاج السلعي . فبدات تظهر حرف الحدادين والنجارين والحياكين والسلالين والدباغين والصائغين والنقاشين .....قسم من هذه الحرف نشات داخل القرية والقسم الاخر نشا على اطرافها .وميزة كرمليس هو توفر فرص العمل طيلة ايام السنة ، ولهذا اصبحت قبلة المناطق الاخرى. وهذا يفسر كثافة السكان مقارنة بالقرى المحيطة بها .وكذلك الهجرات الكبيرة من قرى سهل نينوى الغربي في المواسم التي تتعرض فيها الزراعة الى مشاكل : جفاف ، جراد ، سونة.....( في موسم 1898م وما بعده هاجرت الى كرمليس 100 عائلة من القوش فقط ) .
وحتى يثبت ما ذكر اعلاه ، سيؤخذ عام 1942م وهي منتصف الحرب الكونية كمثال . وذلك لتوفر الاحصائيات الدقيقة حول السكان ؛ ملكياتهم وانتاجهم . في سنة 1942م سكن كرمليس 203 عائلة من الكلدان الكاثوليك ، 21 عائلة من الطوائف المسيحية الاخرى، 4 عائلة من الشبك. ملكيتهم التقريبية هي :
58 عائلة تملك اغناما مجموعها 6090
105 عائلة تملك ابقارا مجموعها 154
198 عائلة تملك دواجن بانواعها مجموعها 6000
74 عائلة تملك حيوانات للحراثة ( بغال وحمير) مجموعها 158
54 عائلة تملك بساتين كروم مساحتها التقريبية 80 دونم
63 عائلة تزرع محاصيل صيفية مجموع مساحتها 200 دونم
بلغ الانتاج الزراعي التقريبي لموسم 1942م ( محسوبا على اسعار الموسم 2007م السائدة ):
1175 طغارا من الحنطة سعرها المقدر 176.25 مليون دينار
3725 طغارا من الشعير سعرها المقدر 365.25 مليون دينار
950 طن من العنب بانواعه سعره المقدر 712 مليون دينار
100 طن من القطن سعره المقدر 150 مليون دينار
540 طن من البصل سعره المقدر 405 مليون دينار
( الطغار يسوي 20 وزنة ، وكل وزنة تعادل 13كغم من الشعير و 15 كغم من الحنطة تقريبا)
بالاضافة الى كميات من العدس والسمسم والحبة السوداء والحبة الحلوة والطماطة والبامياء ....والتي كانت تزرع للاستهلاك المنزلي.
اما الانتاج الحيواني لكرمليس هذه السنة فقد بلغ تقريبا :
12 طن من الصوف سعره المقدر 12 مليون دينار
1330000 لتر حليب ابقار واغنام سعره المقدر 1330 مليون دينار
2000 خروف سعره المقدر 200 مليون دينار
365000 بيضة سعرها المقدر 36.5 مليون دينار
115 عجلا سعره المقدر 46 مليون دينار
ومن ما ذكر اعلاه نرى ان ناتج كرمليس السنوي لعام 1942م محسوبا باسعار 2007م السائدة ، من انتاج المحاصيل الزراعية والحيوانية فقط ودون ان نحسب الصناعات التحويلية لبعضا من هذه المواد ، بلغ 3424 مليون دينار عراقي وبلغ دخل العائلة الكرمليسية 16.866 مليون دينار عراقي اي 14427 دولار امريكي والدخل الشهري للعائلة 1.405 مليون دينار.
خارطة للمنطقة رسمها المستشرق هاوزرمان في القرن السادس عشر ، الخارطة استلت من الكتاب المقدس / طبعة جمعية يوحنا الانجيلي / باريس – روما – تورناي ....1905م