ضمن جهود إدارة «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية» CDC في تثقيف الناس بالمعلومات الصحيحة حول إنفلونزا «إتش ـ 1 إن ـ 1»، أصدرت في الخامس من أغسطس (آب) الحالي تحديث إرشاداتها الطبية المؤقتة Interim Recommendations، والخاصة بالوقاية من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، عبر استخدام القناع الطبي للوجه Facemask، أو ما يُعرف بـ «الكمامة الطبية».
ولأننا نتعامل مع نوع جديد Novel من الإنفلونزا، أكدت إدارة المراكز بأن هذه الإرشادات «مؤقتة»، وقابلة للتحديث إذا لزم الأمر وتوفرت أدلة علمية جديدة حول جوانب من عناصرها. وشملت الإرشادات الجديدة الحديث عن استخدام الكمامة الطبية، وأيضا عن استخدام «قناع التنفس» Respirator.
* تذكير علمي
* وذكّرت الإدارة في مقدمة إرشاداتها بأمرين:
الأول: أن المعلومات العلمية محدودة جدا حول فاعلية «الكمامة الطبية» و«قناع التنفس»، في تقليل خطورة عدوى المجتمعات بعموم أنواع فيروسات الإنفلونزا. ولذا فإن من الصعب عليها تقييم الفاعلية المحتملة لاستخدامهما في تقليل الإصابات بعدوى إنفلونزا «إتش ـ 1 إن ـ 1». وقالت صراحة: «وبالنظر إلى عدم توفر أدلة علمية واضحة في هذا الشأن بالذات، فإن هذه (الإرشادات المؤقتة) مبنية على مفهوم قرارات الحفاظ على الصحة العامة، وعلى الاستخدام التاريخي السابق لـ(الكمامة الطبية) و(قناع التنفس) في حالات مماثلة لمنع انتشار فيروسات الإنفلونزا وغيرها من فيروسات الجهاز التنفسي، وعلى المعلومات الحالية المتوفرة حول انتشار وشدة إنفلونزا إيه (A) الجديدة من نوع «إتش ـ 1 إن ـ 1».
الثاني: أنه في المجتمعات التي تأكدت فيها وجود إصابات بإنفلونزا «إتش ـ 1 إن ـ 1»، يمكن تقليل خطر انتشار العدوى عبر اتباع «خطوات مشتركة». وأنه لا تُوجد «خطوة واحدة» تُؤمّن حماية كاملة، بل هناك نهج مشترك تُتبع فيه خطوات متعددة، يمكنها مجتمعة أن تقلّل من احتمالات انتشار العدوى. وهذه الخطوات المتعددة تشمل تكرار غسل اليدين بالماء والصابون، أو بسائل كحولي، وتغطية الفم والأنف بمنديل حال العطس أو السعال، وتجنب لمس العينين والفم والأنف، وتجنب القرب الشديد من الأشخاص المرضى، إضافة إلى أن على مَن تظهر عليه «حالة مرضية شبيهة بالإنفلونزا» influenza-like illness (ILI)، البقاء في المنزل والابتعاد عن الغير ما أمكن. وهو ما يعني تجنب التنقل، لمدة تتجاوز 24 ساعة بعد زوال ارتفاع حرارة الجسم، إلا لطلب المعونة الطبية أو قضاء الحاجات الضرورية جدا. وزوال الحرارة المقصود هو عودة حرارة الجسم إلى المعدلات الطبيعية دونما تناول لأحد أدوية خفض الحرارة. وأوضحت أن المقصود بـ«حالة مرضية شبيهة بالإنفلونزا»، هو حصول ارتفاع في حرارة الجسم، إضافة ـ على الأقل إضافة ـ إلى أحد الأعراض التالية: السعال أو الألم في الحلق أو سيلان الأنف أو آلام الجسم أو الصداع أو قشعريرة البدن أو الإجهاد البدني أو القيء أو الإسهال.
* عدوى فيروس الخنازير
* وعلينا تذكر أن الفيروسات التي تتسبب في أنواع الإنفلونزا عموما، تنتقل من الشخص المريض إلى السليم عبر أحد ثلاث طرق:
1ـ انتقال الفيروس مباشرة من المريض إلى السليم، مثل حينما يعطس أو يسعل المريض مباشرة في عين أو أنف أو فم الشخص السليم. أو حين العناق ولمس أجزاء من وجه السليم لأجزاء من وجه المريض.
2ـ استنشاق السليم لهواء محمَّل برذاذ مائي airborne droplets خرج من الشخص المريض خلال العطس أو السعال أو البصق، أي رذاذ مائي يحتوي على فيروسات إنفلونزا الخنازير.
3ـ انتقال يد الشخص السليم إلى فمه أو أنفه أو عينه، بعد ملامسة يده لأسطح ملوثة بالفيروس الحي والنشط، أو ملامسته ليد المريض الملوثة بالفيروس خلال المصافحة أو غيرها.
وحينما يعطس أو يسعل المريض، دون أن يغطّي فمه وأنفه بمنديل ورقي، فإنه يُخرج أكثر من 40 ألف قطرة من الرذاذ المائي في الهواء حوله. وهذا الرذاذ المائي المحمَّل بالفيروسات هو على نوعين، من ناحية الحجم. الأول: نوع كبير الحجم large droplets، أي أن حجم القطرة من الرذاذ يكون أكبر من 5 ميكرونات (الميكرون واحد من الألف من المليمتر). ويمكن لمن يدقّق النظر، أن يرى بالعين المجردة بعض الرذاذ الخارج من أنف الشخص حال عطسه. وفي الغالب سرعان ما تسقط هذه القطرات الكبيرة للرذاذ المائي، على أسطح الأشياء المحيطة بالشخص، وبالتالي تجعلها أسطحا ملوثة بغزارة بالفيروسات. ولذا فإنها لا تنتقل إلى مسافة تزيد عن ما بين متر ومترين. أما النوع الثاني من الرذاذ فهو قطرات من الرذاذ المائي الذي يتراوح حجمه بين 0.5 و5 ميكرونات. وهي قطرات متناهية في الصغر very small particles، وبإمكانها التطاير في الهواء، وبإمكان الشخص السليم استنشاقها، ومن ثم حصول العدوى لديه بالفيروسات التي في داخل قطرات الرذاذ ذاك.
* بقاء الفيروس حيا
* وتوجد خارج جسم الشخص المصاب حالتان لوجود الفيروس المتسبب بالإنفلونزا:
* الحالة الأولى: وجود الفيروس في الهواء. وهنا تستمر قدرة البقاء لدى الفيروس المتسبب في إنفلونزا الخنازير حيا ونشطا، لمدة تصل إلى ما بين ساعتين وثماني ساعات. وخلال وجود الفيروسات في الرذاذ المائي المتناهي الصغر في الهواء، تتحكم عدة عوامل في قدرتها على البقاء حية ونشطة وقابلة لعدوى الغير. ومنها درجة رطوبة الجو، ودرجة حرارة الهواء، ومدى توفر الأشعة فوق البنفسجية، وغيرها من العوامل. ولذا فإن ظروف البرودة وتدنّي الرطوبة وحجب أشعة الشمس بالغيوم، أي كما في أوقات الشتاء، هي وضع مثالي لزيادة فرصة بقاء الفيروسات حية. وبالتالي سهولة العدوى بها من خلال استنشاق الشخص السليم للرذاذ المائي المتطاير في الهواء جراء عطس أو سعال شخص مصاب.
* الحالة الثانية: وجود الفيروسات على أسطح الأشياء. وهنا تتحكم عدة عوامل في مدة بقائه حيا آنذاك، والتي مدتها تتراوح بين بضع ثوان وأكثر من 48 ساعة. ووفق ما يقوله الباحثون في شأن الميكروبات بـ«مايو كلينك»، فإن فيروسات الإنفلونزا عموما قادرة على العيش حية مدة أطول من تلك التي تستطيعها فيروسات نزلات البرد. وفيروسات الإنفلونزا تعيش مدة أطول على الأسطح الملساء الخالية من المسام nonporous surfaces، أي مثل أسطح الأشياء البلاستيكية أو المعدنية أو الخشبية المطلية بالصباغ أو الورنيش أو غيره. وبخلاف الأشياء ذات الأسطح التي بها مسام، كالأوراق أو قماش الأثاث والملابس أو حتى جلد الإنسان أو الحيوان. وعليه قد يبقى الفيروس حيا على سطح سماعة الهاتف أو لوح الكومبيوتر لمدة تصل إلى يومين. وعلى الأوراق الجافة للعملات النقدية أو المعاملات أو المجلات يبقى الفيروس لمدة ربع ساعة، أو لمدة خمس دقائق على سطح جلد الإنسان.
عدل سابقا من قبل غزوان في 5/9/2009, 04:38 عدل 1 مرات