في عام 1997 وصلت الى المانيا قادما من اليمن التعيس ولأن الفرق بين الدولتين شاسع جدا في كل المجالات فقد كان كل شئ بالنسبة لي مثل الحلم.. الترتيب ، القانون ، تعامل الانسان ،النظافه ، وكل مفاصل الحياة ، والفتره الاولى من وصول اي لاجئ الى المانيا هي فترة تقديم وانتظار وقد تستغرق اشهر كما حدث معي ويكون الوقت كله فراغا ، فبدأنا بأستكشاف المانيا ، كنّا نسأل من سبقنا(ولو بأيام ) عن كل شئ وكنّا نقظي اليوم بالتجوال من مكان الى آخر
تعرفت على شاب اسمه البير ( آثوري ملعّب ) وكان اقدم الجميع وقال لي هل تريد ان نذهب الى شاطئ العراة ؟!! فقلت له ماذا ؟ عراة ؟ انت تمزح فقال لي سنذهب غدا وترى بام عينك !!!
وفي اليوم التالي توجهنا الى المكان الموعود وما ان وصلنا شاهدت منظرا لم تألفه عيناي من قبل ، المئات من البشر ( ربي كما خلقتني ) رجال ونساء وشيوخ واطفال ، فقال لي البير لنتقدم الى الامام وندخل بين الجموع فقلت لااستطيع لأننا شواذ بين هذه الجموع ، كان مصرّاً على رأيه وتقدم نحو الامام وانا كنت مصراً على رأيي وبقيت اتأمل المنظر من بعيد ,, اقولها لكم وبصراحه لم استطع ان افرق بين الناس من هو الملك ومن هو العبد ، بين التاجر والزبّال ، بين الغني والفقير ، احدهم لاعلاقه له بالثاني حتى لو مر بمسافة سنتمرات منه ، يلعبون ويلهون ويستحمون ويتشمسون ثم يعودون الى بيوتهم ولكنني لااستطيع ان اعبر عن مايشعرون به ومن اي منطلق يتصرفون .
وبما انني شرقي ولااستطيع ان افعل مثلهم عدت ادراجي الى محل اقامتي وكانت تلك الزياره الاولى والاخيره لشاطئ العراة
واخيرا سؤالي لكم ، لو سنحت الفرصه لكم لزيارة الشاطئ ؟ هل تفعلونها ؟