الرئيسية
بوابة كرمليس*
من طرف سمر 2/12/2009, 03:37كلمة تحمل بين ثناياها لوعات وأنين ,
ودموع حبيسة في محجر الحزين,
وكأني بها تحمل آلام الدنيا
بصمت دفين,
ظمَّت بين طيّاتها لواعج المغتربين,
وترجمتْ حسرات وتأوهات
ذوي المفقودين ,
تُوِّجت بأكاليل أشواقِ لا تهدأ ولا تستكين,
وخوالج حنايا نفوس المتألمين
تنتظر العودة
لشم تراب الوطن الثمين.
ولقاء أحبَّةٍ ,هُجِّروا
صاغرين مرغمين
الغربة ,
تفنَّنَ بوصفها
الشعراءوالأدباء المتمكنين ,
بأحاسيس مرهفة أبكت العيون ,
,وأوقدت في القلوب الحنين,
حرّكَتِ المشاعرَ فتفجّرَتْ في الحشا
حممُ براكين,
طالتِ الدنيا شرقاوغربا,
وفي بقاع الدنيا تغرّبتْ
عوائلَ المهاجرين,
طلباً للاستقرارٍِ
والعيش ِالآمن الأمين.
الغربةُ,
ُ قصيدة ٌحزينة ٌوجعَها آلمَني,
وتبعثُرُ حروفُُُها هزّني,
و كادَ أنْ يُفقدُني توازُني,
لقد غُصْتُ أعماقَهَا,ونارَها كوتْني .
طويلٌ ليل غربتي,
صمتُهُ قاتل يُثيرُلوعَتي,
وقلبي يبكي فراقَ
أحِبَّتي,
في الغربة
أشواقي تحملُني بعيداً
فوقَ متن ِالذكرياتِ ,
أتننقلُ بين ربوعِ بلادي,
أستذكر الطُُرُقات,
أوجاعٌ تتنامى في صدري تنفث الحسرات
وعيونُ تبحث ُعن عزيٍز
ظمَّني بين دفّتي صدره ,
ورواني من شرايينِ قلبهِ,
مياه وطني .
مياهَ دجلة َوالفرات
ففي وحدة غُربتي
أُترجِمُ حروفَ لوعتي,
بمدادِ دمعتي,
ما بقي من وَِهَِجِ ذاكرتي.
فوقَ سطورِ
ورقتي .
وأتساءل أين أحلامنا
التي كانت تتزاحمُ,
كطيورِالنوارس الحائمة
ِفوقَ صُخُبِ أمواج ِالبحرِ المتلاطمة.
أين تعب ُالسنينِِِ وآمالنا
أين السعادة التي شيّدتها أحلامنا
كلُّها انهارت
تحت َضرباتِ مِعْوَل ِالزمانِ الموجعة,
ونارُ الغربةِ حرقتْ
كلَّ الأُمنيات,
وحلّت الفاجعة
أينَ أمانينا الّتي تَغنينا بها,
تُناغِم نسائِِم نفحاتِ النواقيس ,
الحالمة
تُعلن بركة قُدّاس عيد الميلاد
والفرحة قائمة ِ
أينَ بسمةُ الأطفال وأحلامُ الشباب؟
أين تجَمُّع الأهل
والأحباب ؟
أين فرحة الأعيادوالمناسبات؟
كلُّها ضاعتْ
بين خوف واضطهاد
والكلُّ يدري,لقداستشهد الأمن
والفرح مات
يا لوعتي
فصدى السنين أخذ يحكي بجرأة
وياحرقتي
أحلامنا تاهتْ في دروب الغربة ,
تُركت علىجدرانِ الزمن ِ,
مسمَّرة الخطوة ِ
غريبةٌ هي مثلي ,
لا حول لها ولا قوّةِ
ضاعت أمنيات الطفولةِ
,لم يبقَ منها
سوى لحظاتٍ مرهَفةٍ
تجتاحُنا,في ديار الغربةِ
نشعُر فيها بحاجتنِا لسكب الدمعةِ
فنبكي على من قضى نحبه ومات
من هول المصيبةِ
تاركا ايتاما تطالب بالعدل
والرحمة ِ
عالم ُالغربةِ
يُجهٍضُ طموحَ الرغبة,ِ
يكبٍّلنا بقيود لا حصر لها
وقوانين لم نعتد عليها
جروحُ الأياّم تحكيها لنا
بدموع طفل بريءٍ
وتجاعيد وجه كهل جريءٍ
أخاديدُ محيّاهُ
تصرخ ُبوجهِ الزمنِ
وما من مجيب.
وما الفائدةِ أيُّها المسكين!
لمن تُدَق الاجراسُ
ولمن تُقرِعُ النواقيسِ ؟
آه وألف آه
إنّه الواقعُ المرير,
القلبُ جريحُ والدمع ُغزير,
ولاحولَ ولا قوَّة َلنا ,
الآ باللهِ العليِّْ القدير ,
فإنْ كانتْ ورقة
ٌلا تسقُط من الشجرة بدون إذنه,
فما بال شعب يجتثُّ ويقتلَعُ
من موطِنه؟
لنا إيمان هذا مقدارهُ,
كل شيء بسماح منه
وقد يكون تأديبٌ
من لدنه.
لعلّنا نرجعَ إليه فيعودُ يجمعُنا
بكثرة مراحمَه,
إنّه قادرٌ
على كلَّ شيءٍهي قدرته .
(لُحيظة تركتُك وبمراحمَ عظيمة سأجمعُك)
( اشعياء54 :7 ).
عزيزي القاريء,
إنَّ الألمَ مصدرَ الإبداع
وما التجارب والضيقات
إلآ لتقينامن الضياع
وتُنقّينا من شوائبِ الحياة,
و لتُعدّنا لمجدٍ أفضل
,بعد الممات,
,( إحسبوه كلّ فرحٍ يا إخوتي
حينما تقعون في تجارب متنوِّعة
عالمين انّ امتحان إيمانكم ينشيء صبراً)
(يع1 :7 ).َ
فهلمَّوا معي نُعِدّ العدُّة ,كلنا
لكي يفحصَ ضميرَه كل مناّ
ونَرجِعَ الى إلهنِا
كي يغفَربرحمتِه خطايانا,
ونقولُ مع العشّار:
خطاة نحن اللهمَّ ارحمنا
(لوقا 18:13 - 14 )
.فنعودَ مثله مبررين إلى بيوتنا
ونعيشَ بين أحضانِ الكنائس آمنينا .
إنَّه السميع المجيب
آمين.
منقول لعيونكم الحلوه
